فصل: تفسير الآية رقم (78):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو السعود في الآيات:

{وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ}
{وَمِنْهُمُ} بيانٌ لقبائح بعضٍ آخرَ منهم {مَّنْ عاهد الله لَئِنْ ءاتانا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} لنؤتين الزكاةَ وغيرَها من الصدقات {وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصالحين} قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما: يريد الحج وقرئ بالنون الخفيفة فيهما. قيل: نزلت في ثعلبةَ بنِ حاطب أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: ادعُ الله أن يرزُقَني مالًا فقال عليه الصلاة والسلام: «يا ثعلبةُ قليلٌ تؤدّي حقه خيرٌ من كثير لا تطيقه» فراجعه وقال: والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالًا لأعطين كلَّ ذي حق حقَّه فدعا له فاتخذ غنمًا فنمت كما ينمي الدودُ حتى ضاقت بها المدينةُ فنزل واديًا وانقطع عن الجماعة والجمعة فسأل عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقيل: كثرُ مالُه حتى لا يسعُه وادٍ فقال: «يا ويحَ ثعلبةَ» فبعث مصدِّقين لأخذ الصدقات فاستقبلها الناسُ بصدقاتهم ومرا بثعلبةَ فسألاه الصدقة وأقرآه كتابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه الفرائضُ فقال: ما هذه إلا أختُ الجزية وقال: ارجعا حتى أرى رأيي وذلك قوله عز وجل: {فَلَمَّا ءاتَاهُمْ مّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ} أي منعوا حق الله منه {وَتَوَلَّواْ} أي أعرضوا عن طاعة الله سبحانه فلما رجعا قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكلماه: «يا ويحَ ثعلبةَ» مرتين فنزلت فجاء ثعلبةُ بالصدقة فقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله منعني أن أقبل منك» فجعل يحثو التراب على رأسه فقال عليه الصلاة والسلام: «هذا عملُك قد أمرتك فلم تُطعني» فقُبض عليه الصلاة والسلام فجاء بها إلى أبي بكر رضى الله عنه فلم يقبلها وجاء بها إلى عمرَ رضي الله عنه في خلافته فلم يقبلها وهلك في خلافة عثمانَ رضي الله عنه وقيل: نزلت فيه وفي سهل بن الحارثِ وجَدِّ بنِ قيس ومعتب بن قُشير والأول هو الأشهرُ {وَهُم مُّعْرِضُونَ} جملة معترضة أي وهم قوم عادتُهم الإعراضُ أو حالية أي تولوا بإجرامهم وهم معرضون بقلوبهم.
{فَأَعْقَبَهُمْ} أي جعل الله عاقبةَ فعلِهم ذلك {نِفَاقًا} راسخًا {فِى قُلُوبِهِمْ إلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} إلى يوم موتِهم الذي يلقون الله تعالى عنده أو يلقَون فيه جزاءَ عملِهم وهو يومُ القيامة وقيل: فأورثهم البخلَ نفاقًا متمكنًا في قلوبهم ولا يلائمه قوله عز وجل: {بِمَا أَخْلَفُواْ الله مَا وَعَدُوهُ} أي بسبب إخلافِهم ما وعده تعالى من التصدق والسلاح {وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ} أي وبكونهم مستمرِّين على الكذب في جميع المقالاتِ التي من جملتها وعدُهم المذكورُ، وتخصيصُ الكذبِ به يؤدّي إلى تخلية الجمعِ بين صيغتي الماضي والمستقبلِ عن المزية فإن تسببَ الإعقابِ المذكورِ بالإخلاف والكذب يقضي بإسناده إلى الله عز وجل إذ لا معنى لكونهما سببين لإعقاب البخلِ للنفاق، والتحقيقُ أنه لما كانت الفاءُ الدالةُ على الترتيب والتفريعِ منبئةً عن ترتب إعقابِ النفاقِ المخلّدِ على أفعالهم المحكيةِ عنهم من المعاهدة بالتصدق والصلاح والبخل والتولي والإعراض وفيها ما لا دخل له في الترتيب المذكور كالمعاهدة أزيح ما في ذلك من الإبهام بتعيين ما هو المدارُ في ذلك والله تعالى أعلم وقرئ بتشديد الذال. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)}
أعقبهم ببخلهم نفاقًا في قلوبهم، ويصحُّ أعقبهم الله نفاقًا في قلوبهم، وفي الجملة: مَنْ نَقَضَ عهده في نفسه رفض الودَّ من أصله، وكلُّ من أظهر في الجملة خيرًا واستبطن شرًا فقد نافق بقسطه. والمنافق في الصف الأخير في دنياه، وفي الدَرْكِ الأسفل من النار في عقباه. اهـ.

.تفسير الآية رقم (78):

قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كانت المعاهدة سببًا للإغناء في الظاهر، وكان ذلك ربما كان مظنة لأن يتوهم من لا علم له أن ذلك لخفاء أمر البواطن عليه سبحانه، وكان الحكم هنا واردًا على القلب بالنفاق الذي هو أقبح الأخلاق مع عدم القدرة لصاحبه على التخلص منه، كان ذلك أدل دليل على أنه تعالى أعلم بما في كل قلب من صاحب ذلك القلب، فعقب ذلك بالإنكار على من لا يعلم ذلك والتوبيخ له والتقريع فقال: {ألم يعلموا أن الله} أي الذي له صفات الكمال {يعلم سرهم} وهو ما أخفته صدورهم {ونجواهم} أي ما فاوض فيه بعضهم بعضًا، لا يخفى عليه شيء منه {وأن الله} أي الذي له الإحاطة الكاملة {علام الغيوب} أي كلها، أي ألم يعلموا أنه تعالى لا يخادع لعلمه بالعواقب فيخشوا عاقبته فيوفوا بعهده، وفائدة الإعطاء مع علمه بالخيانة إقامة الحجة؛ قال أبو حيان: وقرأ علي وأبو عبد الرحمن والحسن {ألم تعلموا} بالتاء، وهو خطاب للمؤمنين على سبيل التقرير- انتهى.
وفائدة الالتفات الإشارة إلى أن هذا العلم إنما ينفع من هيئ للإيمان. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ الله يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ}
السر ما ينطوي عليه صدورهم، والنجوى ما يفاوض فيه بعضهم بعضًا فيما بينهم، وهو مأخوذ من النجوة وهو الكلام الخفي كأن المتناجيين منعا إدخال غيرهما معهما وتباعدا من غيرهما، ونظيره قوله تعالى: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 52] وقوله: {فَلَمَّا استيأسوا مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّا} [يوسف: 80] وقوله: {فَلاَ تتناجوا بالإثم والعدوان وتناجوا بالبر والتقوى} [المجادلة: 9] وقوله: {إِذَا ناجيتم الرسول فَقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نجواكم صَدَقَةً} [المجادلة: 12].
إذا عرفت الفرق بين السر والنجوى، فالمقصود من الآية كأنه تعالى قال: ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم فكيف يتجرؤن على النفاق الذي الأصل فيه الاستسرار والتناجي فيما بينهم مع علمهم بأنه تعالى يعلم ذلك من حالهم كما يعلم الظاهر، وأنه يعاقب عليه كما يعاقب على الظاهر؟
ثم قال: {وَأَنَّ الله علام الغيوب} والعلام مبالغة في العالم، والغيب ما كان غائبًا عن الخلق.
والمراد أنه تعالى ذاته تقتضي العلم بجميع الأشياء.
فوجب أن يحصل له العلم بجميع المعلومات، فيجب كونه عالمًا بما في الضمائر والسرائر، فكيف يمكن الاخفاء منه؟ ونظير لفظ علام الغيوب هاهنا قول عيسى عليه السلام: {إِنَّكَ أَنتَ علام الغيوب} [المائدة: 116] فأما وصف الله بالعلامة فإنه لا يجوز لأنه مشعر بنوع تكلف فيها يعلم والتكلف في حق الله محال. اهـ.

.قال السمرقندي:

{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ الله يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ}
قال مقاتل: نزلت هذه الآية في أصحاب العقبة حين هموا بما لم ينالوا وهذا عطف على قوله: {لَئِنْ ءاتانا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ الله يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ}.
{وَأَنَّ الله علام الغيوب}، أي علم غيب كل شيء مما هموا به. اهـ.

.قال الثعلبي:

قول الله عزّ وجل: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ الله يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ الله عَلاَّمُ الغيوب}؟
عن مسروق عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع من كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خصم فجر».
الأشعث عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كُنَّ فيه فهو منافق وإن صلّى وصام وزعم أنه مؤمن. إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، إذا أؤتمن خان».
وقال عبد الله بن مسعود اعتبروا المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، أنزل الله تصديق ذلك في كتابه {وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ الله} إلى قوله: {كَانُواْ يَكْذِبُونَ}، وهذا خبر صعب الظاهر. فمن لم يعلم تأويله عظم خطؤه وتفسيره.
أخبرني شيخي الحسن بن محمد بن الحسن بن جعفر، قال: أخبرني أبي عن جدي الحسين بن جعفر، قال: حدّثنا محمد بن يزيد السلمي، قال: حدّثنا عمار بن قيراط عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قال: كنت على قضاء سمرقند فقرأت يومًا حديث المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كُنّ فيه فهو منافق: إذا حدّث كذب، وإذا أؤتمن خان، وإذا وعد أخلف».
فتوزع فيه فكري وانقسم قلبي وخفت على نفسي وعلى جميع الناس وقلت من ينجو من هذه الخصال؟ فأخللت بالقضاء وأتيت بخارى وسألت علماءها فلم أجد فرجًا، فأتيت مرو فلم أجد فرجًا، فأتيت نيشابور فلم أجد عند علمائها فرجًا، فبلغني أن شهر بن حوشب بجرجان فأتيته وعرضت عليه قصتي وسألت عن الخبر، فقال لي: لم أكن أنا حين سمعت هذا الخبر كالحبة على المقلاة خوفًا فأدركْ سعيد بن جبير فأنه متولد بالريّ فاطلبه وسله لعلك تجد لي ولك، وسمعت أن عنده فرجًا، فأتيت الري وطلبت سعيدًا فأتيته وعرضت عليه القصة وسألته عن معنى الخبر.
فقال: أنا كذلك خائف على نفسي منذ بلغني هذا الخبر، وأنا خائف عليك وعلى نفسي من هذه الخصال: ولقد قاسيت وعانيت سفرًا طويلًا وبلايًا فعليك بالحسن البصري فإني أرجو أنك تجد عنده لي ولك وللمسلمين فرجًا، فأتيت البصرة وطلبت الحسن وقصصت عليه القصة بطولها، فقال رحم الله شهرًا قد بلغها النصف من الخبر ولم يبلغهما النصف، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال هذا الخبر شغل قلوب أصحابه (وهابوا) أن يسألوه، فأتوا فاطمة وذكروا لها شغل قلوبهم بالخبر، فأتت فاطمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته شغل قلوب أصحابه، فأمر سلمان فنادى الصلاة جامعة، فلمّا اجتمعوا صعد المنبر فقال: «يا أيها الناس أما إنّي كنت قلت: ثلاث من كُنّ فيه فهو منافق: إذا حدّث كذب، وإذا أؤتمن خان، وإذا وعد أخلف، ما عنيتكم بها، إنّما عنيت بها المنافقين، إنما قولي: إذا حدّث كذب فإن المنافقين أتوني وقالوا لي: والله إن إيماننا كإيمانك وتصديق قلوبنا كتصديق قلبك، فأنزل الله عزّ وجلّ: {إِذَا جَاءَكَ المنافقون قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله} [المنافقون: 1] الآية، وأما قولي: إذا أؤتمن خان: فإن الأمانة الصلاة والدين كلّه أمانة، قال الله تعالى: {إِنَّ المنافقين يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قاموا إِلَى الصلاة قَامُواْ كسالى يُرَاءُونَ الناس وَلاَ يَذْكُرُونَ الله إِلاَّ قَلِيلًا} [النساء: 142] وفيهم قال: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الذين هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5] وأما قولي: إذا وعد أخلف، فإنّ ثعلبة بن حاطب أتاني فقال: إني فقير ولي غنيمات فادع الله أن يبارك فيهن، فدعوت الله فنمتْ وزادت حتى ضاقت الفجاج بها، فسألته الصدقات فأبى عليّ وبخل بها، فأنزل الله عزّ وجل: {وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ الله} إلى قوله: {بِمَا أَخْلَفُواْ الله مَا وَعَدُوهُ}». فسُرّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكبّروا وتصدّقوا بمال عظيم.
وروى القاسم بن بشر عن أُسامة عن محمد المخرمي قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان».
فقال الحسن: يا أبا سعيد والله لئن كان لرجل عليَّ دين فلقيني فتقاضاني وليس عندي فخفت أن يحبسني ويهلكني فوعدته أن أقضيه رأس الهلال فلم أفعل أمنافق أنا؟! هكذا جاء الحديث.
ثم حدّث عن عبد الله بن عمرو أن أباه لما حضره الموت قال: زوّجوا فلانًا فإني وعدته أن أزوجه، لا ألقى الله بثلث النفاق، قال: قلت: يا أبا سعيد ويكون ثلث الرجل منافقًا وثلثاه مؤمنًا؟ قال: هكذا جاء الحديث.
قال محمد: فحججت فلقيت عطاء بن أبي رباح فأخبرته بالحديث الذي سمعته من الحسن وما الذي قلت له عن المنافق وما قال لي: فقال لي أعجزت أن تقول له: أخبرني عن إخوة يوسف ألم يَعِدُوا أباهم فأخلفوه وحدثوه فكذبوه وائتمنهم فخانوه أفمنافقين كانوا ألم يكونوا أنبياء، أبوهم نبيّ وجدّهم نبيّ؟
فقلت لعطاء: يا أبا مُحَمّد حَدّثَني بأصل هذا الحديث، فقال: حَدّثَني جابر بن عبد الله أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قال هذا الحديث في المنافقين خاصة الذين حدثوا النبي صلى الله عليه وسلم فكذبوه وائتمنهم على سرّه فخانوه ووعدوه أن يخرجوا معه إلى الغزو فأخلفوه، قال: فخرج أبو سفيان من مكة فأتى جبريل فقال: إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا فاخرجوا إليه واكتموا» فكتب رجل من المنافقين إليه: إن محمدًا يريد بعثكم فأنزل الله عزّ وجل: {لاَ تَخُونُواْ الله والرسول وتخونوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: 27] وأنزل في المنافقين {وَمِنْهُمْ مَّنْ عَاهَدَ الله لَئِنْ آتَانَا} إلى قوله تعالى: {بِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ}.
قال: إذا أتيت الحسن فاقرأه مني السلام فأخبره أصل هذا الحديث وبما قلت لك.
فقدمت على الحسن وقلت: يا أبا سعيد إن أخاك محمّدًا يقرئك السلام، فأخبرته بالحديث الذي حدث. فأخذ الحسن يدي فأحالها وقال: يا أهل العراق أعجزتم أن تكونوا مثل هذا، سمع منا حديثًا فلم يقبله حتى استنبط أصله، صدق عطاء هكذا الحديث في المنافقين خاصة. اهـ.